`*-_ ( مهاره الوثب الطويل )`*-_


  
إن حركة الواثب تختلف عن فعاليات الميدان والمضمار الأخرى، فقد اتفقت المصادر العلمية على إن الواثب يقوم بحركات مختلفة في مراحل الطيران عن الواثب الأخر وهذا الاختلاف يعطي كل طريقة التقسيمة الخاصة بها مثل القرفصاء والتعلق والمشي في الهواء لذا تعد كنشاط حركي بسيط في أدائه وخصوصا في مراحل تعلمه الأولى والمحببة والأكثر شيوعا في ممارستها ليس فقط في مجال الساحة والميدان، ولكن بالنسبة للألعاب والفعاليات الرياضية المختلفة، وعلى ذلك يقبل التلميذ المدارس على أدائه دون معلم متنافسين بعيدين عن فنون حركاته الرياضية المختلفة المتمثلة في تكنيك الخاص بالأداء، حيث ينمي عندهم قوة الارتقاء من جزاء الوثب المتكرر في الحفرة الوثب، ومن هنا ظهرت أهميته كنشاط مدرسي ولبساطة المتطلبات الوثب الطويل والسهولة أدائه وخصوصا في شكله الأولى ( مرحلة الأولى من مراحل التعلم الحركي )، يجب على معلمي التربية الرياضية ملاحظة ذلك عند وضع مناهجهم التعليمية بالاهتمام بالتدريبات الخاصة بالوثب الطويل، وذلك في كل وحدة تعليمة.
والوثب الطويل من أسهل مسابقات الوثب إذا نظرنا إليه من الناحية الشكل الخارجي إما إذا قمنا بتحليل تكنيك الوثب الطويل لوجدنا انه مبني على قانون
القذائف الذي ينادي بان طول مسافة الوثبة تعتمد على:
1- سرعة الانطلاق.
2- زاوية الانطلاق لحظة الارتقاء.

3- ارتفاع مركز الثقل الجسم عند أعلى نقطة في قوس الطيران.
4- مقاومة عجلة الجاذبية الأرضية لجسم وهوالهواء.
أما أللاعب فيجب أن تتوفر فيه سرعة عداء 100م وارتقاء قافز العالي وتوافق لاعب الحواجز





         *   نبذة تاريخية لوثب الطويل:
ظهر هذا النوع من الرياضة أيام إغريق حيث كانت حاجتهم إلى عبور الأنهر والخنادق والحواجز التي تعترض طريقهم في إثناء الحرب والسلم، ولأهميتها قديما كانت ضمن برنامج المسابقة الخماسية في الأعياد الاولمبية، إذ كانت من الثبات، ثم للحاجة إلى قدرة الدفع أصبحت تؤدي من الركض وذلك في القرن السادس ق. م ، وكان الارتقاء يتم من مكان محدد بعامود ملقى او ثبت قبل الحفرة بقليل ، كما كان المتسابق قديما يحمل في يديه إثناء الوثب أثقالا بغرض التقوية مرجحة الذراعين إثناء عملية الارتقاء . وتطور الوثب الطويل مع تطور العلم والنظريات التعلم إلى إن أصبح له طريق اقتراب ثم مكان معد يرتقى منه ليساعد على الارتفاع إلى الإمام وأعلى ويطير ليقطع مسافة ثم يهبط في مكان غير صلب ( حفرة الرمل ). ودخلت مسابقات الوثب في التمثيل الاولمبي وذلك منذ سنة 1896 م بالنسبة للرجال، إي منذ أول دورة اولمبية حديثة باليونان، إما بالنسبة للنساء فدخلت مسابقتا الوثب الطويل والعالي بدا من دورة سنة 1928م .
            المراحل الفنية للوثب الطويل:
إن تكنيك الوثب الطويل يتكون من حلقات متسلسلة الواحدة بعد الأخرى، كما إن ترابط مراحله وتبادل أقسام حركاته تكون مشتركة. ويمكننا تقسيم المراحل الفنية في هذه الفعالية إلى أربعة أقسام رئيسية كما يلي:
• الاقتراب.
• الارتقاء.
• الطيران.
• الهبوط.

                                                        
                                            أولا: الاقتراب:-

                                              
إن الهدف الرئيسي لهذا المرحلة هو الوصول الواثب إلى الوضع الجيد بأكبر سرعة ممكنة ببدء هذه المرحلة من أول خطوة في الاقتراب وتنتهي بارتطام القدم بلوحة الارتقاء.
الاعتبارات الواجب إتباعها في هذه المرحلة.
• اقتراب بإيقاع دون تشنج.
• إيقاع النسبي للخطوات الثلاث الأخيرة.
• الخطوة الأخيرة قصيرة قبل الأخيرة أطول نسبيا، الثالثة قبل الأخيرة قصيرة (تقارب ما بين الخطوات ).
• هبوط نسبي في مركز الثقل الجسم في الخطوات الثلاث الأخيرة مع عدم فقد نسبة السرعة المكتسبة.
• انسب إمكانية بلوغ اللاعب أقصى سرعة ممكنه حددها قانون ألعاب القوى بالا يقل عن 40-45 مترا.
الغرض من المرحلة:
• الوصول إلى أقصى سرعة ممكنه.
• الاعداد الجيد للارتقاء .


                                                 ثانيا: الارتقاء:-
يعد الهدف الأساسي من الارتقاء الحصول على القوة الدفع اللازمة لدفع الجسم للإمام وللأعلى والتي تبدأ هذه المرحلة ببداية ارتطام قدم الارتقاء للوحة الارتقاء وتنتهي بتركها للوحة بامتداد مفاصل القدم والركبة والحوض,
الغرض من هذه المرحلة:
• الوصول إلى انسب حركة مسار مركز الثقل الجسم ( 20-24 )
• أعلى سرعة انطلاق ممكنه
• تحقيق أعلى نقطة طيران مناسبة
الاعتبارات الواجب إتباعها في هذه المرحلة:
• ارتطام لحظي باعلى قوة وباقل زمن .
• وصول زاوية خلف الركبة رجل الارتقاء من ( 170 ) إلى (145-150) في المرحلة الثانية من مراحل الارتقاء
• دفع قوي ونشيط بامتداد كامل لمفاصل القدم والركبة والحوض لرجل الارتقاء.
• مرجحة قوية ونشطة بفخذ الرجل الحرة حتى تصل إلى الوضع الأفقي.
• ميلان الجذع قليلا للامام .
• مرجحة متبادلة لكلا الذراعين وبتوافق مع حركة الرجلين .
ولا تنفصل مرحلة الارتقاء عن مرحلة الاقتراب بأي صورة، فهي مرحلة ممتدة لها. وبالرغم من قصر الزمن الذي يستغرقه الواثب في هذه المرحلة إلا انه يمر بثلاث مراحل متصلة، وذلك من الناحية النظرية وكما يلي
• مرحلة بدء وضع القدم الارتقاء على لوحة الارتقاء (الاستناد )
• مرحلة بقاء القدم الارتقاء على لوحة الارتقاء. ( الوضع العمودي )
• مرحلة الدفع القوي بقدم الارتقاء من لوحة الارتقاء . (الدفع )


                                                ثالثا الطيران:
تعد هذه المرحلة الفاصلة بين الارتقاء والهبوط وتخضع إلى نظرية المقذوفات من حيث المدى والارتفاع مع المحافظة على وضع المتوازن للجسم في الهواء. وتبدأ هذه المرحلة بترك قدم الارتقاء للوحة الارتقاء وتنتهي بهبوط القدمين لحفرة الرمل.
الغرض من هذه المرحلة
• الاحتفاظ بالتوازن الجسم واخذ مركز الثقل مسار الحركي الصحيح.
• الاحتفاظ بالسرعة النهائية التي تتحقق عند الانطلاق .
• الإعداد لهبوط اقتصادي جيد.
الاعتبارات الواجب إتباعها في هذه المرحلة:
• إنجاز 2, 5 خطوة مسي في الهواء للمتقدمين .
• إنجاز خطوة واحدة للمبتدئين.
• سماح بميل الجذع للخلف في بداية المرحلة في حدود خمس درجات.
• مرجحة الذراعين على شكل دوائر تبادليا من الإمام.
• بالنسبة للوثب يساوي الارتقاء، الذراع اليسر تعمل دائرة كاملة والذراع اليمنى تعمل ثلث دورة.


                                               رابعا الهبوط:
وهي المرحلة الأخيرة للطيران باتخاذ الواثب الوضع الأفضل لأجل الحصول على أطول مسافة أفقية ممكنه وتبدأ هذه المرحلة عندما يستعد الجسم للهبوط في الحفرة الرمل وتنتهي بتجمع أجزاء الجسم وهبوطها في حفرة فوق مكان القدمين في الرمل.
الغرض من هذه المرحلة:
• عدم فقد مسافة من منحى الطيران بالهبوط الجيد.
• الاعتبارات الواجب إتباعها في هذه المرحلة:
• امتداد الرجلين للإمام مع رفعها عن الأرض.
• ميل الجذع للإمام.
• مرجحة الذراعين إماما أسفل خلفا.
• إزاحة الركبتين والحوض للإمام عند بداية ملامسة القدمين للرمل.
                
     *    طرق تعليم الوثب الطويل:
يمكن للمعلم تعليم مهارة الوثب الطويل لتلاميذ المدارس والمبتدئين، إما بالطريقة الجزئية او الكلية او بالطريقة المختلطة ( الكلية مع الجزئية ) حسب ما يراه المعلم وحسب مستوى المهاري للتلاميذ.
أنواع الطرق الفنية للمرحلة الطيران في الوثب الطويل:
1- القرفصاء.
2- التعلق .
3- المشي في الهواء.
ا- طريقة القرفصاء:
تعتبر أسهل الطرق الطيران وابسطها, ويمكن لتلاميذ المدارس أداؤها دون المعلم، ومن أهم ما يميزها تقارب مراكز ثقل أجزاء الجسم المختلفة إلى مركز ثقل الجسم إثناء الطيران، إما عيوب هذه الطريقة، فهو عملية الهبوط غير الاقتصادية والتي يفقد الواثب الكثير من مسار مركز الثقل ولذلك لا ينصح بتعليم هذه الطريقة لتلاميذ المدارس والمبتدئين .
2- طريقة التعلق:
تعتبر طريقة التعلق قديمة أيضا وغير اقتصادية، حيث يتباعد مراكز ثقل أجزاء الجسم إثناء الطيران، وهذا ما يعيبها، إما بالنسبة لمرحلة الهبوط فتؤدي بطريقة اقتصادية، ولا ينصح بتعليم هذه الطريقة لتلاميذ المدارس والمبتدئين .
3- طريقة المشي في الهواء:
تعتبر الطريقة المثلى والمستخدمة من قبل الأبطال العالم حيث حققوا بها أحسن المستويات، لكونها الطريقة الأفضل التي تضمن لمحاور الجسم الاتزان إثناء عملية الطيران عن طريق المشي في الهواء، مع وجود دورانا قليلة حول تلك المحاور، هذا بالإضافة إلى إنها تمهد وتعد لهبوط اقتصادي وجيد، كما إن عملية المشي في الهواء تعتبر امتداد طبيعيا لحركات العدو في الاقتراب، وبذلك لا يغير الإيقاع الحركي للجسم إلا بقدر قليل، نجد الجسم لا يفقد كثير من مساره الحركي إثناء الطيران، وتلك أهم ما يميزها. وما يعيب تلك الطريقة أدائها وطريقة تعلمها، حيث يأخذ من المتعلم الوقت والجهد كبيرا للسيطرة على التكنيك الخاص بها، وهذا ما يتطلب من المعلم جهدا كبيرا أيضا، ومع صعوبة أدائها إلا إن كثير من الأبطال ينجزونها في حدود خطوتين ونصف بكل سهولة، إما من تعدى المسافة الثمانية أمتار فيستطيع بسهولة المشي لمسافة ثلاث خطوات ونصف الخطوة.
الاعتبارات الواجب إتباعها في الوثب الطويل:
• الوصول بسرعة إلى أقصى ما يمكن وخصوصا في خطوات الثلاث الخيرة، هدف أول مرحلة من مراحل الأداء الحركي للوثب الطويل ( الاقتراب ).
• الأعداد لارتقاء الجيد دون خسارة في سرعة الاقتراب المكتسبة، حيث يفيد في ذلك تغير الإيقاع الثلاث خطوات الأخيرة، مع خفض مركز الثقل بما يناسب الإعداد لارتقاء جيد وليس طول الخطوة وقصرها.
• الحصول على ارتقاء قوي سريع والذي تسنده الزاوية المناسبة للارتقاء 76-80 حيث تعمل على إكساب مركز الثقل مساره الحركي الصحيح.
• في الارتقاء يأخذ الجسم الوضع الصحيح العمودي مع مد رجل الارتقاء كاملا ومرجحة فخذ الرجل الحرة حتى المستوى الأفقي والنظر للإمام كل ذلك يعطي الوضع الجيد للارتقاء.
• الحصول على ارتفاع طيران مناسب لمركز الثقل يساعد الواثب في إنجاز زاوية طيران مناسبة أيضا في حدود 20-24 والتي تؤثر غلى مسافة الوثب.
• حركة الذراعين الدائرية وحتى أعلى من مستوى النظر مع اتجاه الكوعين للخارج ويعملان على رفع الكتفين لأعلى حيث يساعد ذلك في توازن الجسم لحظة الارتقاء.
• ميل بسيط للجذع وفي حدود خمس درجات يساعد الرجلين في بداية الطيران بإنجاز تكنيك المشي في الهواء بسهولة.
• توافق حركات الرجلين مع حركات الذراعين إثناء مرحلة الطيران ، يعملان على استمرار مسار مركز الثقل وحفظ توازنه ، وذلك لا يفقد الواثب إي مسلفة من مسارا لذي اكتسبه في مرحلة الارتقاء ( مرحلة الحركية المكملة للاقتراب ) .
• إن إمكانية لاعب الوثب الطويل في مد الرجلين مع رفعاهما عن الأرض بقدر الامكان يعملان مع حركات الذراعين من الخلف للإمام وميل الجذع للإمام استعدادا لهبوط الجيد ( تقوية عضلات البطن وحلف الفخذ ).
• ثني الركبتين وإزاحة الحوض للإمام بعد الهبوط القدمين وملامستهما للرمل يعمل ذلك على مرور مركز الثقل فوق مكان الهبوط، ويعطي ذلك الجسم الاتزان اللازم بحيث لا يسقط الجسم للخلف او لأحد الجانبين مما يؤثر سلبا على المسافة الوثب.


 *   تأثير استخدام تدريبات البليومترك على تحسين بعض المتغيرات الكينماتيكية والمستوى الرقمى للوثب الطويل _______


تحتل مسابقة الوثب الطويل مكانة بارزة بين مسابقات الميدان، حيث تمارس فى كافة المراحل السنية وتمثل فى المسابقات المركبة، وقد تبدو أنها أسهل سباقات الوثب، بينما يرى الباحث أنها أصعب السباقات التى يمكن أن يتقدم فيها المتسابق رقميا نظرا للتحديات التى يواجهها أثناء الأداء حيث يجب أن يقوم المتسابق فى لحظة الارتقاء بتحويل السرعة الأفقية لمركز الثقل الى سرعة عمودية بأقل فقد ممكن فى السرعة المكتسبة من الاقتراب.
 وتتلخص المتطلبات الحركية لسباقات الوثب والقفز من الوجهة البيوميكانيكية فى الوصول الى معدلات عالية من السرعة عند بداية الطيران وذلك كمحصلة للسرعة الناتجة من الاقتراب، وكذلك القوة المحصلة الناتجة عن الارتقاء، وعلى أن يكون ارتفاع خط مسار مركز الثقل أثناء الطيران مناسبا لنوع الوثب
 ويوضح باليستيروس والفاريز (1991) أن جميع مسابقات الوثب تتمايز بثلاث عناصر أساسية وهى:
- سرعة الارتقاء التى ترتبط بالسرعة الخطية (العجلة التزايدية).
- زوايا الارتقاء التى ترتبط بالدفع العمودى (الارتقاء).
- مسار مركز ثقل الجسم التى ترتبط بخط مسار الجسم خلال مرحلة الطيران حيث يتأثر مسار مركز ثقل الجسم (وفقا لوضع الجسم أثناء الارتقاء) بالقوة المؤثرة الناتجة من الارتقاء
وتعتبر مرحلة الارتقاء فى الوثب الطويل إحدى المراحل الفنية الأساسية وسهولة أدائه والتدريب عليه، إلا أنها تشكل إحدى الصعوبات على المتسابق على أساس أن الارتقاء هو المسئول تماما عن تغيير مسار مركز ثقل الجسم الناتج من قوة الارتقاء.
 وطالما أن العبء الرئيسى فى أداء الوثب الطويل تقع على المجموعات العضلية العاملة على مفاصل الطرف السفلى والتى منها ينطلق المتسابق من الأرض لتحقيق مرحلة طيران تساعده عند أدائه للمهارة، فمن المنطلق أنه كلما زادت القدرة الانفجارية للرجلين كلما ساعد المتسابق على تحقيق أقصى ارتفاع عمودى لجسم المتسابق للارتقاء بمستوى الوثبة.
 ويرى الكثير من العلماء والباحثين أن عملية تنمية القدرة الانفجارية يجب أن ترتبط ارتباطا وثيقا بعملية تنمية المهارات الحركية، وفى هذا الصدد يوضح طلحه حسام الدين (1994) أن اختيار وسيلة التدريب يتوقف على تشخيص وتوصيف الأداء المهارى توصيفا دقيقا يحدد دور القوة العضلية كمتغير بدنى أساسى فى هذا الداء وأسلوب تدريب القوة الخاصة بالأداء ينطلق من الخصائص الكينماتيكية للأداء المهارى كقاعدة أساسية لاختير وسيلة التدريب وبناء التمرينات المستخدمة سواء من حيث الشكل أو من حيث مقادير المقاومات وإيقاع الأداء وعدد مرات التكرار والى ذلك من مواصفات فنية لبناء التدريب التخصصى  ويشير تيلز ( (1993أن معظم الإنجازات الرقمية العالمية فى مسابقات الوثب حققت نتائج عالية عن طريق الاقتراب والارتقاء الناجح ولذلك فإن معظم برامج التدريب فى مسابقات الوثب يجب أن تستغل فى تطوير المسار الحركى الصحيح لمرحلتى الاقتراب والارتقاء مقارنة بما يستغل فى مرحلة الطيران
 ونجد فى الآونة الأخيرة اتجاه تنمية القدرة الانفجارية للعضلات العاملة على مفاصل الطرف السفلى (الرجلين) وكذلك تحسين وتطوير مسافة الوثب العمودى لم يحظيا بقدر كبير من البحث وذلك من قبل الباحثين بالرغم من الأهمية التى تشكلها القدرة الانفجارية للعضلات العاملة على الطرف السفلى وكذلك تحسين وتطوير مسافة الوثب العمودى فى مختلف الأنشطة ومنها الوثب الطويل.
 ويعتبر التدريب البليومترك Plyometric Training  أحد أساليب تنمية القدرة الانفجارية للرجلين، وذلك لما أشار إليه كل من جامبيتل ( (1989 ويلكيرسون  (1990) وهينسون ( (1996ودونالد (  (1998 وجورج دون  (1991). 
 ويشير جامبيتا (1989) أن استخدام التدريب البليومترك فى مسابقات الوثب ليس من الأمور المبتكرة حديثا، ورغم ذلك فقد زاد الاهتمام به فى الآونة الأخيرة بعد أن أصبح جزءا هاما فى برامج الإعداد البدنى بهدف تنمية القدرة الانفجارية للرجلين وخاصة فى المسابقات التى تحتاج الى قدرة عضلية عالية مثل الوثب الطويل والثلاثى والعالى التى تتطلب مهاراتها السرعة مع القوة لتحقيق قدرة عالية للأداء.
 ويوضح دونالد (1998)أن التدريب البليومترك أسلوب موجه بهدف تطوير القدرة الانفجارية للرجلين والغرض الأساسى من هذا السلوب من التدريب زيادة قدرة العضلة للانبساط وأثناء الانبساط يتم تخزين كمية كبيرة من الطاقة المطاطية فى العضلة وهذه الطاقة يعاد استخدامها أثناء الانقباض التالى وتجعله انقباضا أقوى ، ويؤكد طلحة حسام الدين وآخرون (1997) عن ويلسون   أن التدريبات التى تعتمد على طاقة المطاطية وعمل المستقبلات الحسية المنعكسة تحقق أكبر فائدة لها بتقليل الفترة الزمنية بين الإطالة والتقصير حيث تم حساب هذه الفترة وكانت حوالى 0.85 مللى من الثانية كما أن الطاقة المختزنة فى العضلات نتيجة الإطالة تخرج بمعدلات سريعة خلال مرحلة الانقباض التقصيرى وتشارك فى اللحظات العشر الأولى من الثانية.
 ويذكر شاركى  (1990) أن أحد أسرار نجاح هذا التدريب ترجع الى حقيقة فسيولوجية تتلخص فى أن العضلة تعطى أكبر قوة اذا أمكن مطها (إطالتها) قبل الانقباض مباشرة مما يؤدى الى تحسين ميكانيزم الانعكاس ويزيد فى الاسترخاء ويعمل على تخزين طاقة كبيرة تزيد من كفاءة الانقباض وسرعته.
 ويضيف سليمان حسن وعواطف لبيب (1978) أن نظام الطاقة المختزنة أو طاقة الوضع عالية التوتر ينتج عنها سرعة انتقال العضلات من النشاط السلبى الى النشاط الايجابى اللازم لمسابقات الوثب . ويوضح هينسون (1996) أن التدريب البليومترك ما هو إلا أسلوب يساعد اللاعب على المطابقة بين الانقباض الإرادي الناتج من العضلات والانقباض اللاإرادي الناتج من رد فعل الإطالة ويكون وظيفته حماية العضلات من الإطالة الزائدة فى توقيت متزامن، حيث أن تزامن إشارات الانقباض الإرادي واللاإرادي سوف يساعد على انقباض أكثر قوة ويتطلب رد فعل الإطالة 0.05 من الثانية لتصل الإشارة ويحدث الانقباض العضلى ولذلك استخدمت التدريبات البليومترية لتحسين القدرة الانفجارية والوثب والمهارة وهى تشمل الوثب العميق والارتدادات، وأظهرت نتائج عالية فى تحسين مسافة الوثب والعدو، وما يؤكد ذلك العداء السوفيتى بررزوف   وفوزه بالميدالية الذهبية لسباق 100 متر عدو، وفى الوثب العالى لمتسابق بروميل  بالميدالية الذهبية أيضا وذلك بفضل هذا الأسلوب من التدريب لتنمية القوة الانفجارية للرجلين.
 ويشير دونالد (1998) أن تدريبات البليومترك من العوامل التى أدت الى زيادة القدرة الانفجارية للرجلين وخاصة فى مسابقات الوثب، حيث دلت نتائج الأبحاث على أن التدريب البليومترك يعتبر طريقة مؤثرة وفعالة بغرض تحسين القوة وسرعة الحركة، حيث تسمح للجهاز العصبى بتنبيه أكبر عدد من الألياف العضلية المنقبضة وتحسين تتابع انقباضاتها مما يساهم فى إنتاج قوة أكبر، ويضيف أن هذا النوع من التدريب أصبح شائعا فى أوروبا وأمريكا.
 ويتضح مما سبق أن استخدام التدريب البليومترك يعتبر عاملا فعالا فى مسابقة الوثب الطويل التى يتطلب أدائها العمل على دمج أقصى قوة للعضلات مع أقصى سرعة للأداء لتحقيق درجة عالية من صفة القدرة فى الأداء خاصة إذا ما كانت القدرة الانفجارية للرجلين هى إحدى الصفات المطلوب تنميتها.
 ويرى الباحث أن التعرف على نتائج تطوير القدرة الانفجارية لعضلات الرجلين باستخدام الاختبارات البدنية المعتادة قد لا يعطى مؤشرا كافيا عن إمكانية المتسابق فى توظيف هذا التطور البدنى عند أدائه للمسابقة، لذا فإنه يمكن استخدام بعض الدلالات الميكانيكية التى تعبر عن تطوير مستوى الأداء (السرعة الأفقية – الارتفاع العمودى – زمن الطيران) عند أدائه للمهارة كمحك للدلالة على مدى تطور القدرة الانفجارية للرجلين وكذلك قدرة المتسابق فى توظيف هذا الجهد فى تحسين مستوى الإنجاز الرقمى.
 ومن خلال خبرة الباحث لاحظ أن مرحلتى الارتقاء والطيران يخصص لها الوقت الكافى ضمن برامج التدريب للناشئين بالإضافة لإغفال بعض المدربين للتدريبات المرتبطة بالجانب البدنى المساهم فى الارتقاء بمستواها، لذا فإنه يمكن تلخيص مشكلة البحث فى كونها محاولة علمية موجهة نحو دراسة تأثير برنامج تدريبى مقترح لتنمية القدرة الانفجارية للرجلين باستخدام تمرينات البليومترك على مسار الطيران فى مسابقة الوثب الطويل.
أهداف البحث:
1. يهدف البحث الى تحسين بعض المتغيرات الكينماتيكية والمستوى الرقمى للوثب الطويل من خلال استخدام تدريبات البليومترك لتنمية القدرة الانفجارية للطرف السفلى (الرجلين).
2. التعرف على دلالة مساهمة بعض المتغيرات الكينماتيكية فى المستوى الرقمى لمسابقة الوثب الطويل.
فروض البحث:
1. التدريب البليومترك يؤثر تأثيرا إيجابيا على القدرة الانفجارية لعضلات الرجلين فى الوثب الطويل.
2. تنمية القدرة الانفجارية للرجلين باستخدام التدريب البليومترك يؤثر تأثيرا إيجابيا على كل من:
- بعض المتغيرات الكينماتيكية ( السرعة الأفقية – زمن الطيران – مسافة الوثب) لمسابقة الوثب الطويل.
- تحسين المستوى الرقمى لمسابقة الوثب الطويل.
3. يوجد ارتباط دال إحصائيا ما بين المتغيرات الكينماتيكية للبحث والمستوى الرقمى للوثب الطويل.
الدراسات السابقة:
- قام ستبن وستبن 
بدراسة تأثير تدريبات دورة (الإطالة – التقصير) على بعض مسابقات الوثب المختارة بهدف التعرف على تأثير مجموعة من تدريبات البليومترك المنتقاة (الوثب العميق – تدريبات الصندوق) على مستوى الإنجاز فى مسابقات الوثب (الطويل – الثلاثى – العالى) واستخدم الباحث عينة من (16) طالبا من طلاب المدارس العليا، تم تقسيمهم الى مجموعتين إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة، وأخضعت المجموعة التجريبية لبرنامج تدريب بليومترك مقترح. وكانت أهم نتائجها زيادة فى معدلات الإنجاز الرقمى فى مسابقات الوثب الطويل والثلاثى والعالى.
- قام بدوى وآخرون (1987) بدراسة بهدف التعرف على أسباب الزيادة فى مسافة الوثب العمودى نتيجة للسقوط من ارتفاعات مختلفة وذلك على عينة من (32) لاعب تتراوح أعمارهم بين 19 – 26 سنة، تم تقسيمهم حسب أنشطتهم الى فئتين (20) لاعب من الوثابين، (12) لاعب من لاعبى الكرة الطائرة، وقام كل لاعب ببذل أقصى قوة من الوثب لأعلى بعد السقوط من ارتفاعات مختلفة، حيث تم قياس أقصى ارتفاع لمركز الثقل فى ارتقاء الوثب لأعلى ومسافات الوثب العمودى، وأظهرت النتائج وجود اختلاف فى تكنيك الوثب فى المجموعتين حيث كان الاختلاف فى تكنيك الوثب بين المجموعتين بحيث أدى لاعبى الكرة الطائرة الوثب لأعلى مع عدم وجود إزاحة أفقية كبيرة بينما كان هناك إزاحة أفقية أكبر لدى متسابقى الوثب الطويل، ويرى الباحث أن ذلك يرجع الى طبيعة النشاط الممارس لدى كل مجموعة.
- قام هولكومب وآخرون (  (1996 بدراسة تأثير برنامج بليومترك على القدرة والوثب العمودى بهدف مقارنة برامج تدريب البليومترك من الوثب العميق والوثب الارتدادي، وتدريبات الأثقال، والوثب التقليدى، واستخدم الباحث عينة البحث من طلاب الجامعات وتم تدريب المجموعات الثلاث لمدة 8 أسابيع، بالإضافة الى المجموعة الضابطة، وكانت أهم نتائجها وجود تحسن فى المجموعات التجريبية الثلاث دون الضابطة فى منحنى الوثب العمودى والقدرة العضلية للرجلين.
- قام كل من ولسونوبيرنى  بدراسة العلاقة بين أنواع القوة على تحسين مسافة الوثب العمودى وأثرها على الأداء بهدف تحديد الاستجابات الناتجة عن أداء تدريبات دورة الإطالة – التقصير – الوثب العمودى – الوثب العميق – الوثب مع ثنى الركبتين نصفا (تدريب بليومترك) والتدريب الأيزومترك، واستخدم الباحث عينة مكونة من (29) لاعب تتراوح أعمارهم بين 19 – 34 سنة من مسابقات الميدان والمضمار وكرة الطائرة وكرة القدم، وتم تدريب المجموعات لمدة 12 أسبوعيا، وكانت أهم نتائجها وجود ارتباط معنوى بين اختبارات القوة المميزة بالسرعة وكل أنواع الوثب، ولا يوجد ارتباط بين القوة القصوى وكل أنواع الوثب، وأن الوثب العميق يعمل على زيادة القدرة الانفجارية للرجلين والتى اتضحت من خلال اختبار الوثب العمودى.
إجراءات البحث:
منهج البحث:
 استخدم الباحث المنهج التجريبى ذو المجموعة التجريبية الواحدة، باستخدام القياس القبلى والبعدى، كما استخدم المنهج الوصفى القائم على التحليل البيوميكانيكى الناتج من إجراء التصوير التلفزيونى لمناسبتهما وطبيعة هذه الدراسة.
عينة البحث:
 قام الباحث باختيار عينة البحث بالطريقة العمدية والتى تمثلت فى ثمانية واثنين تحت 21 سنة بنادى القادسية الرياضى بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية حيث قاموا بالاشتراك فى بطولة المنطقة الشرقية للموسم الرياضى 2000/2001

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظم أنتاج الطاقه في تدريبات المضمار

الفراسة ... دليلك على معرفه اخلاق الناس وطبائعهم وكأنهم كتاب مفتوح